P

شرح كتابصحيح البخاري

معالي الشيخ الدكتورالله الخضير عبد الكريم بن عبد

عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للبحوث العلمية

واإلفتاء

المكان:هـ29/01/1433تاريخ المحاضرة:

شرح كتاب صحيح البخاري )143 )

2

السالم عليكم ورحمة الله وبركاته.نعم.

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وس��لم وب��ارك على: طالبعبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

اللهم اغفر لنا ولشيخنا وللحاضرين يا ذا الجالل واإلكرام. "ب��اب من ق��ال إن ق��ال اإلم��ام البخ��اري -رحم��ه الل��ه تع��الى-:ول الله تع��الى: }وتل��ك الجنة التياإليم��ان ه��و العم��ل. لق��

[. وق��ال ع��دة من72 ]الزخ��رف: أورثتموها بما كنتم تعمل��ون{اأه��ل العلم في قول��ه تع��الى: ألنهم أجمعين عم }فوربك لنس��

[، ق��ال عن ق��ول: ال إل��ه إال الله،93 ]الحج��ر: ك��انوا يعمل��ون{[.61 ]الصافات: }لمثل هذا فليعمل العاملون{

ماعيل، ق��اال: ح��دثنا ى بن إس�� ح��دثنا أحم��د بن ي��ونس، وموس��عيد بن هاب، عن س�� عد، ق��ال: ح��دثنا ابن ش�� إب��راهيم بن س��ول الله - ي الل��ه عن��ه-، أن رس�� يب، عن أبي هري��رة -رض�� المس��

»إيم��انصلى الله عليه وسلم- سئل: أي العمل أفضل؟ فقال: بيل الله«. قيل: ثم ماذا؟ قال: بالله ورسوله« .»الجهاد في س��

."»حج مبرور«قيل: ثم ماذا؟ قال: الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورســوله نبينــا

محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. ــاب: أما بعد، فيقول الشارح -رحمه الله تعالى- ابن حجر في شرح هــذا الب

، لمــاذا تحتمت اإلضــافة؟)قوله: "باب من قال" هو مض��اف حتم��ا(ــده ليس"باب من قال: إن اإليمان هو العمل" ــذي بع ؟ ألن الكالم ال

بجملة مستقلة تامة. ــه-:)قول��ه: "إن اإليم��ان ه��و العم��ل"( ــه الل ــظ -رحم ــول الحاف ، يق

"إن اإليمان هو، هو قال: )مطابقة اآليات والحديث لما ترجم له( }وتل��ك الجنة التي أورثتموه��ا بم��االعم��ل؛ لق��ول الل��ه تع��الى:

ألنهم أجمعين )[،�� 72 ]الزخ��رف: كنتم تعمل��ون{ }فوربك لنس��ا كانوا يعملون{92 ــه["93،�� 92 ]الحجر: ( عم ، وأعظم ما يسأل عن

}بمــا كنتماإلنسان، وأعظم األسباب الموصلة إلى الجنــة: اإليمـان. وقـال: ، فـدل على أن اإليمـان عمـل. اإليمـان هـو}عما كانوا يعملون{، تعملون{

العمــل، يعــني هــو العمــل المنصــوص عليــه في اآليــات، أو هــو عمــل من األعمال؟ ألن من قال: إن اإليمان هو العمــل، أســلوب حصــر. وال شــك أن اإليمان عمل، عمل القلب، وما يتبعه من أعمال الجوارح أيضا عمل، وهــذا

ظاهر. )مطابقة اآليات والح��ديث م��ا ت��رجم ل��ه باالس��تدالل ب��المجموع على المجم��وع؛ ألن ك��ل واح��د منه��ا دال بمف��رده على بعض

)دال أي من اآليـــات والحـــديث )ألن ك��ل واح��د منه��ا(؛ ال��دعوى(ــدعوىبمفرده على بعض الدعوى( . من قال: إن اإليمان هو العمل، ال

هم أجمعين )أن اإليمان هو العمل. ك لنسألن ( عما كانوا يعملون{92}فورب [، عن قول ال إله إال اللــه، هــذا عن النطــق باللســان، وال93،ــ 92]الحجر:

شــك أن النطــق باللســان بقــول: ال إلــه إال اللــه جــزء من اإليمــان وبعضالمدعى، وهي قول اللسان.

3 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير3

[، بقلــوبهم وألســنتهم61 ]الصــافات: }لمثل هذا فليعمل العاملون{وقال: . فــإذا قلنــا: إن اإليمــان قــول اللســان"اإليمان"وجــوارحهم. وهــو قــال:

هم أجمعين )وعمل األركان واعتقاد الجنان، واآلية الثانيــة: ألن ــ ك لنس }فوربــون{92 [ عن قــول ال إلــه إال اللــه، عن93،ــ 92 ]الحجــر: ( عما كانوا يعمل

بعض المدعى الذي هو اإليمان، والمدعى بأركانــه الثالثــة الــتي هي القــول واالعتقاد والعمل. اإليمان مركب من ثالثــة أجــزاء: قــول اللســان، واعتقــاد الجنان القلب، وعمل األركان. فقــول اللســان -كمــا في هــذه اآليــة- جــزء،

تي أورثتموها بما كنتم تعملون{ ة ال ــزء،72 ]الزخرف: }وتلك الجن [ أيضا ج [ بقلــوبهم وألســنتهم61 ]الصــافات: }لمثل هذا فليعمل العــاملون{وقال:

)مطابقة اآلي��ات والح��ديث لم��ا ت��رجم ل��هوجوارحهم. ولــذا يقــول: ، بمجمــوع اآليــات والحــديثباالس��تدالل ب��المجموع على المجم��وع(

على مجموع المدعى، وهو اإليمان المركب من ثالثة أجزاء. "ع��دة من، يعــني جمــع من أهــل العلم، "وقال عدة من أهل العلم"

: جمــع من أهــل العلم. يــذكر العلمــاء في آداب المحــدث أنأهل العلم" يتخــذ مســتمليا حاذقــا. المســتملي هــو الــذي يبلــغ كالمــه للحاضــرينــا ألــوف، المســتمعين؛ لكــثرة الجمــع، مــا عنــدهم مكــبرات، ويحضــر أحيان فصوت المحدث ال يبلــغ هــؤالء، بــل يتخــذ مســتمليا أو اثــنين أو ثالثــة، على حسب الحاجة، كــثرة الجمــع وقلتــه، يكــون هــذا المســتملي حاذقــا فاهمــا.ــال وذكروا من غباء بعض المستملين أن أحد الشيوخ قال: حدثني عدة، فقــال ــيخ قليال، فق ــكت الش ــدة، فس ــدثني ع ــيخ: ح ــول الش ــتملي: يق المس

المستملي: عدة ابن من؟! قال: ابن فقدتك. ، ال بد"وقال عدة من أهل العلم"المناسبة قول البخاري -رحمه الله-:

من الحذق، وال بد أن يكون ثقة، ال بد أن يكــون ثقــة؛ لئال ينقــل عن الشــيخ ويزور عن الشــيخ مــا لم يقــل، ال ســيما إذا كــان بعيــدا عن الشــيخ، يســمع صوت الشيخ والشيخ ال يسمع صوته، ويسمع من يسمع من الشــيخ. ومثــل هذا المترجم الذي يبلغ كالم العــالم بلغــة أخــرى، فــإذا لم يكن ثقــة، يكــون نبيها ثقة، فإنه يوصل ما يريــد وينســبه إلى الشــيخ بلغــة أخــرى، والشــيخ ال يـدري؛ ألنـه ال يعـرف هـذه اللغـة. وأبـو جمـرة نصــر بن عمـران الضـبعي، وسيأتي في كتاب العلم أنه يـترجم البن عبـاس، والترجمـة كمـا تكـون منــغ لسان إلى لسان آخر، من لغة إلى لغة أخرى، تكون بنفس اللغة؛ ألنه يبل

كالمه مستمليا عنه. ،[ عام في األعمال(72 ]الزخرف: }بما كنتم تعملون{)فقوله:

)عام في األعمال، وقدـ[ 72 ]الزخرف: }أورثتموها بما كنتم تعملون{ معن��اه}تعمل��ون{نق��ل جماع��ة من المفس��رين أن قول��ه هن��ا:

ا. تؤمنون، فيكون خاصا كانوا يعملون{وقوله: [ خاص بعم��ل اللس��ان93 ]الحجر: }عم

، عن عدة من أهل العلم عن قول: ال إله إال الله.على ما نقل المؤلف(ــك}بما كنتم تعملون{ يعني السبب: }أورثتموها بما كنتم تعملون{ ، وال ش

ــهأن دخول الجنة إنما هو برحمة الله -جــل وعال-: »لن يــدخل أحــدكم عمل }أورثتموهــا بمــا كنتم إال برحمــة أرحم الــراحمين. لكن مثــل هــذا: الجنــة«

يعني منازل هذه الجنة يتفاوتون فيها بحسب أعمالهم، وأما أصـلتعملون{الدخول فبرحمة الله.

شرح كتاب صحيح البخاري )143 )

4

طالب: بالرحمة يا شيخ؟ ماذا؟

طالب: قد تكون الرحمة أيضا بسبب العمل؟ تيعلى كل حال إن العمل بمجرده ال يســتقل، هنــا يقــول: ة ال ــك الجن }وتل

ــون{ [، بســبب مــا كنتم تعملــون،72 ]الزخــرف: أورثتموهــا بمــا كنتم تعمل يقــول أهــل العلم: إن دخــول الجنــة -كمــا هــو في الحــديث- برحمــة أرحم

ــه الجنــة«الــراحمين، ــون{، »لن يــدخل أحــدكم عمل هــذا}بمــا كنتم تعمل معـارض للحــديث، لكن الـدخول أصـله برحمــة أرحم الـراحمين، والمنــازل

تفاوتها إنما يكون باألعمال. ....... طالب:

أين؟ ....... طالب:

ال ال، عام، المقبول وغيره. غير المقبول هذا مفروغ منه.ا كانوا يعملون{)وقوله: [ خاص بعمل اللس��ان93 ]الحجر: }عم

)وقول��ه:، يعــني عنــد عــدة من أهــل العلم، على م��ا نق��ل المؤل��ف(ا، وقول��ه في61 ]الص��افات: }فليعم��ل الع��املون{ [ ع��ام أيض��

في ج��واب: "أي العم��ل أفض��ل؟" دال»إيم��ان بالل��ه«الحديث: على أن االعتقاد والنطق من جملة األعمال. فإن قيل: الحديث

، ســئل: أي العمــليدل على أن الجه��اد والحج ليس��ا من اإليم��ان( .»الجهاد في سبيل الله«، قيل: ثم ماذا؟ قال: »إيمان بالله«أفضل؟ قال:

لو قال: إيمان بالله ورسوله وجهاد في سبيله. قلنا: هذا من عطف الخاصــل:»إيمان بالله ورسوله«على العام، فهو داخل. لكن فرق بينهما بثم. ، قي

.»حج مبرور«، قيل: ثم ماذا؟ قال: »الجهاد في سبيل الله«ثم ماذا؟ قال: )ف��إن قي��ل: الح��ديث ي��دل على أن الجه��اد والحج ليس��ا من اإليمان؛ لما تقتضيه ثم من المغ��ايرة وال��ترتيب؟ ف��الجواب: أن

، يعني إذا أفرد عن غــيره شــمل القــولالمراد باإليمان هنا التصديق( واالعتقاد والعمل، إذا أفرد، وإذا عطف عليــه بعض أجزائـه اختص بمــا عـدا

)ف��الجواب: أن الم��راد باإليم��ان هن��ا التص��ديق، ه��ذهالمعطــوف. حقيقته، واإليمان كما تقدم يطلق على األعمال البدني��ة؛ ألنه��ا

يع إيمــانكم{، من مكمالت�ه( ه ليضــ ــان الل [، يعــني143 ]البقــرة: }ومــا ك )واإليمان كما تقدم يطلق على األعمالصالتكم إلى بيت المقدس.

فتكــون على مــا يقــول)من مكمالت��ه(، البدنية؛ ألنها من مكمالت��ه( )منالشــارح وبعض العلمــاء على أن األعمــال شـرط كمــال؛ ألنــه يقـول:

. أو أنها شرط صحة، يعــني ويكــون المــراد بــذلك جنس العمــل،مكمالته( كما قرر ذلك شيخ اإلسالم. أو أن األعمال جزء من اإليمان فهي ركن منــه، ركن من أركانه. وقد يقول قائل: ســواء قلنــا: إنهــا شــرط صــحة أو ركن ال فرق؛ ألنه ال يصــح إال بــه، العمــل. لكن الشــرط كمــا يقــول العلمــاء خــارج

الماهية، والركن داخل. فأيهما أقرب: أن يكون العمل شرطا أم ركنا؟ ....... طالب:

ــذه يعني إذا قلنا: إن اإليمان مركب من ثالثة أشياء، قول واعتقاد وعمل. ه الثالثة هي حقيقة اإليمــان بمجموعهــا، إذا اجتمعت تكــونت حقيقــة اإليمــان الشرعية كما هو عند أهل السنة والجماعة: قول باللسان واعتقــاد بالجنــان

5 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير5

وعمل باألركان. فهل هذه األمور تطلب لإليمان قبــل حصــوله؛ ألنــه يقــول: إنها شروط، كما نقول في شروط الوضــوء وشــروط الصــالة الـتي تحصــل

قبل وجود ماهيتها؟ أو أنها هي مجموعها، هي ماهية اإليمان؟ إذا أركان.أحسن الله إليكم. طالب:

نعم. ....... طالب:

يعني إذا عطف عليــه عمــل الجــوارح فــيراد بــه عمــل القلب؛ ألن العطــف يقتضي المغـايرة. وإذا قلنـا: إن العطـف عطــف الخــاص على العـام الـذي

يشمل هذا الخاص، ويشمل غيره، قلنا: إنه ال يخرجه من مسماه األصلي. ....... طالب:

ثم عاد والله مــا فيهــا شــيء، مــا هي مثــل الــواو؛ ألنهــا تقتضــي الــتراخي،تقتضي العطف مع التراخي.

أي صيرت لكم إرث��ا، وأطل��ق اإلرث مج��ازا}أورثتموها{)قوله: ق االستحقاق( ، فالوارث مستحق لنصيبه من مالعلى اإلعطاء لتحق

المورث بفرض الله -جل وعال- له، هو مستحق له. واإلرث ال شــك أنــه من أعظم الحقوق وأوضح الحقوق الـتي ال يمكن جحـدها، يعـني إذا جحــد حـق الدائن فإن أحدا ال يستطيع أن يجحــد حــق أخيــه من اإلرث أو حــق أمــه أو

}بما{)لتحقق االستحقاق، وما في قوله حق أبيه، ال يمكن جحده. إما مصدرية أي بعملكم، وإما موصولة أي بال��ذي كنتم تعمل��ون،

.والباء للمالبسة أو للمقابلة( الشيخ -رحمه الله- في تعليقه يقول: الصواب أن الباء هنا للسببية، بخالف

ــديث ــاء في ح ــه«الب ــد منكم بعمل ــة أح ـدخل الجن ـ ــوض»لن ي ــا للع فإنهوالمقابلة.

»لن يدخل أحدكم)فإن قيل: كيف الجمع بين هذه اآلية وحديث ؟ ف��الجواب: أن المنفي في الح��ديث دخوله��االجن��ة بعمل��ه«

بالعمل المجرد عن القبول، والمثبت في اآلية دخوله��ا بالعم��ل، طيب العمل الذي ال يقبل هل له اعتبار؟ المتقبل(

....... طالب:ال، ليس له اعتبار، فال يرد هنا. وجوده مثل عدمه.

....... طالب:نعم، ما يرد.

....... طالب:نعم. ال أبدا، ال يمكن وروده هنا.

)والقب��ول إنم��ا يحص��ل برحم��ة الل��ه، فلم يحص��ل ال��دخول إال برحمة الله. وقيل في الجواب غير ذلك كما س��يأتي عن��د إي��راد

الحديث المذكور. تنبي��ه: اختل��ف الج��واب عن ه��ذا الس��ؤال، وأجيب ب��أن لف��ظ:

، يعني هذا السؤال الوارد في هذا الحديث"من"، مراد في كل منهما(أو في أحاديث؟

....... طالب:

شرح كتاب صحيح البخاري )143 )

6

الم-: أي العمــل الة والســ أحاديث، أكــثر من مــرة يســأل النــبي -عليــه الصــ »الجهاد، أحيانا يقول: »بر الوالدين«، يقول: »إيمان بالله«أفضل؟ فيقول: .»حج مبرور«، وأحيانا يقول: في سبيل الله«

....... طالب:نعم. فمن هذه مقدرة.

، يعــني في كــل)وأجيب ب�أن لف�ظ: "من"، م�راد في ك�ل منهم�ا(ــال. أي العمــل أفضــل؟ ــتي وردت، فيكــون من أفضــل األعم النصــوص ال

)وقيل: وق��ع ب�اختالففيجاب بمــا تقــديره: من أفضــل األعمــال كــذا. األحوال واألشخاص، فأجيب كل سائل بالحال الالئق ب��ه، وه��ذا

ال( .اختيار الحليمي، ونقله عن القف يعني لو جاء شخص ضعيف البنية نضو الخلقة، لكن يتوقد ذكاء، يقول لك: أي العمل أفضل؟ تقــول: الجهــاد في ســبيل اللــه، أم تقــول: طلب العلم؟ــه: رح طلب العلم. آخر قوي البنية تام الخلقة، وينقصه الفهم، هذا تقــول ل اطلب العلم أم تقول الجهاد في سبيل الله؟ الجهاد في سبيل الله، وهكذا. فكل إنسان، شخص غني ثري تقول لــه: اإلنفــاق في ســبيل اللــه. شــخص فقير معدم: وإغاثة الملهوف، مســاعدة المحتــاج، تصــنع ألخــرق. المهم أن

كل إنسان يجاب بما يناسبه. نعم.

....... طالب: هذا عام، هذا ما فيــه شــك، مــا يحتــاج إلى من وال يحتــاج إلى، لكن غــيره،

الكالم في غيره. )قوله: "وق��ال ع��دة" أي جماع��ة من أه��ل العلم منهم أنس بن

ــه على"ع��دة"، لن نعــدم من يضــع على مالك( رقم ويقــول: لم أقــف ل ترجمــة! كمــا قيــل في: ابن لبــون؛ ألن هــؤالء الــذين يتطــاولون على كتب

ــذا. ــا"عدة"العلم، ويدعون تحقيقها، ليس ببعيد أن يصنعوا مثل ه ــا فيه مترجمة، نعم.

....... طالب: موجود في السوق ما هو أردأ من هذا، وأشد. من يدعي التحقيق والتعليــق وما في الكتاب وال حرف، ال تحقيق وال تعليــق. أو يــدعي التحقيــق ويخطئــا في ــرت أن ــف الصــالة، نعم. وذك ــراءة خل ــاب. جــزء الق ــوان الكت في عن مناسبات أن الكتاب مطبوع في مجلدين، ادعي، قــال: حققــه وعلــق عليــه فالن. وتقلب الصفحات ما تجد فيه شيئا. لكن كيف يــدعي هــذا؟ ال تحقيــق وال اختالف نسخ وال تعليــق وال تــرقيم آيــات وال تخــريج أحــاديث وال شــيء، وعلــق عليــه، وليتــه اقتصــر على هــذا، جــاء إلى صــفحة الخطــأ والصــواب وكاتب: الخطأ تعليق والصواب شرح! هذا يســتغفل النــاس هــذا أو هــو من أشد الناس غفلة، إما أن يكون مغفال فما أظن أن يصــل اإلنســان إلى هــذا

الحد في غفلته، لكنه يستغفل الناس. ....... طالب:

ماذا؟ ....... طالب:

كيف تعديل؟

7 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير7

هذا اســتغفال للنــاس وأكــل ألمــوال النــاس بالباطــل. بعض النــاس يكتفي بمجرد ذكر كذا. وبعضهم كتب: ضبط وتحقيــق، والصــواب أن يقــال: مســخ وتحريف؛ ألنه بدل من أن يكون الكتاب في طبعاته الســابقة صــحيح يوجــد بعض األخطاء اليسيرة التي يمكن تداركها، إلى طبعة ال يمكن قراءتهــا من

كثرة األخطاء والتصحيف. )"وقال ع��دة" أي جماع��ة من أه��ل العلم منهم أنس بن مال��ك، روينا حديثه مرفوعا في الترمذي وغ��يره وفي إس��ناده ض��عف، ومنهم ابن عم��ر روين��ا حديث��ه في التفس��ير للط��بري وال��دعاء للطبراني، ومنهم مجاهد رويناه عن��ه في تفس��ير عب��د ال��رزاق

وغيره. إلى آخره، قال النووي: معن��اه عن أعم��الهم}لنسألنهم{قوله

كله��ا، أي ال��تي يتعل��ق به��ا التكلي��ف، وتخص��يص ذل��ك بالتوحي��ددعوى بال دليل.

}أجمعين{قلت: لتخصيصهم وجه من جهة التعميم في قول��ه: }وال تح��زن عليهم واخفضبعد أن تقدم ذكر الكفار إلى قوله:

[، فيدخل فيه المسلم والك��افر،88 ]الحجر: جناحك للمؤمنين{ فإن الكافر مخاطب بالتوحي��د بال خالف، بخالف ب��اقي األعم��ال ففيه���ا الخالف. فمن ق���ال: إنهم مخ���اطبون، يق���ول: إنهم

.مسئولون عن األعمال كلها( يعني من قال إن الكفار مخاطبون بالفروع، مخــاطبون بالتوحيــد واإليمــان محل إجماع، لكن هل يخاطبون بفروع الشـريعة قبـل إسـالمهم وإيمـانهم؟ هذا محل خالف، والجمهور على أنهم مخــاطبون، وعنــد الحنفيــة أنهم غــير مخاطبين، وعند المالكية أنهم يخاطبون بالنواهي دون األوامر؛ ألن النواهي يتصور الكف عنها مع عدم وجود شرطها، أما األعمال فال يتصور إيجادها إال بشرطها. والذين يقولون: إنهم مخاطبون ال يعــني أنهم يطــالبونهم بهــا، فال يأتي إلى كافر نصــراني أو يهــودي أو مشــرك ويقــول: صــل؛ ألنــه ال بــد أن يدخل في اإليمان قبل تحقــق الشــرط، شــرط القبــول. لكن هم مطــالبونر ذلــك أهــل العلم، وهــذه فائــدة بها، ومعاقبون عليها في اآلخــرة، كمــا قــر الخالف؛ ألنهم يا يطالبون بها حال كفرهم، وال يؤمرون بقضائها إذا أسلموا.

}مــاإذا فما معنى مخاطبتهم، أي يــزاد عليهم في عــذابهم؛ بســبب تركهــا: ين{42سلككم في سقر ) [ إلى43ـ، 42 ]المدثر: ( قالوا لم نك من المصل

آخر اآليات. )فمن ق���ال: إنهم مخ���اطبون، يق���ول: إنهم مس���ئولون عن

ــا، األعمال كلها( )ومن قال: إنهم غ��ير، سواء كانت أصــوال أو فروع مخاطبين، يقول: إنما يسألون عن التوحيد فقط، فالسؤال عن التوحيد متفق عليه، فهذا هو دليل التخصيص، فحمل اآلية عليه أولى، بخالف الحم���ل على جمي���ع األعم���ال؛ لم���ا في���ه من

االختالف، والله أعلم. أي الف��وز العظيم}لمث��ل ه��ذا{وق��ال أي الل��ه -ع��ز وج��ل-

[، أي في ال��دنيا. والظ��اهر61 ]الص��افات: }فليعمل العاملون{ أن المص��نف تأوله��ا بم��ا ت��أول ب��ه اآلي��تين المتق��دمتين، أي: فليؤمن المؤمنون، أو يحمل العم��ل على عموم��ه؛ ألن من آمن

شرح كتاب صحيح البخاري )143 )

8

ــلال بد أن يقبل، ومن قبل فمن حقه أن يعمل( ، أال يمكن أن يحم تفسير العمل بال إله إال الله أنه تفســير ببعض األفــراد أفــراد العــام وهــو ال يقتضي التخصيص، باعتبار أن قول: ال إله إال اللــه هــو األهم، والتوحيــد هــو

األهم؟ ....... طالب:

لكن التنصيص عليها يدل على أنها فرد من أفـراد العمـل، فيصــح االحتجــاجبها على أن اإليمان عمل. مفهوم أم ال؟

....... طالب:تنصيص عليه في اآلية، على ضوء ما فهمه الصحابة.

)أو يحمل العلم على عمومه؛ ألن من آمن ال بد أن يقب��ل، ومن )ومن عم��ل ال، فمن حقه عليه أن يعمــل، قبل فمن حقه أن يعمل(

}لمث��ل ه��ذا فليعم��ل الع��املون{بد أن ينال، فإذا وص��ل ق��ال: [، أي ال بد أن يقبل م��ا ج��اء ب��ه الرس��ول -ص��لى61]الصافات:

الله عليه وسلم-، إذ ال يتم إيمانه إال بذاك. تنبيه: يحتم��ل أن يك��ون قائ��ل ذل��ك الم��ؤمن ال��ذي رأى قرين��ه، ويحتم��ل أن يك��ون كالم��ه انقض��ى عن��د قول��ه: الف��وز العظيم،- أو بعض المالئك��ة، ال والذي بعده ابتداء من قول الله -عز وجل حكاي��ة عن ق��ول الم��ؤمن. واالحتم��االت الثالث��ة م��ذكورة في التفسير، ولعل هذا هو السر في إبهام المصنف القائل، والل��ه

.أعلم( ، أو"من قال: إن اإليمان هو العمل"إبهام المصنف القائل في قوله:

؟"عدة من أهل العلم"قال: اإلبهام موجود في الموضعين، لكن المراد هنا.

....... طالب:ماذا؟

....... طالب:ماذا؟

."وقال عدة" ....... طالب:

."وقال" ....... طالب:

في قوله تعالى. ....... طالب:

، من القائل؟ "في قوله تعالى: وقال"أعرف؛ لقول الله تعالى، ....... طالب:

[، قال: يعني ما قـال اللـه61 ]الصافات: }لمثل هذا فليعمل العاملون{ال، ــه تعــالى بال تعالى، ما قال: قال الله تعالى. وعلى كل حال هو من قول اللالم-، فهــو من الة والســ إشكال؛ ألنه من كالمه المنزل على نبيه- عليه الصــالقرآن. فالقائل هو الله -جل وعال-، لكن هذا القول هل هو من قول الله -

جل وعال- ابتداء أو على لسان أحد تكلم به؟ ....... طالب:

ماذا؟

9 معالي الشيخ عبد الكريم

الخضير9

..........طالب: لذلك ما عين القائل، ما ذكر الفاعل، قائل القول ما ذكر.

....... طالب:هو قال األقوال.

....... طالب:)تنبيه: يحتمل أن يكون قائل ذلك المؤمن الذي رأى قرينه.

..........طالب: ويحتم��ل أن يك��ون كالم�ه انقض��ى عن��د قول�ه: الف��وز العظيم،

- أو بعض المالئكة( .والذي بعده ابتداء من قول الله -عز وجلــا فاالحتمال أن يكون المؤمن، أو الله -جــل وعال-، أو بعض المالئكــة. أحيان يكون هناك كالم يعقب به على كالم ســابق، واالحتمــال قــائم أنــه من كالم

ـواالمتكلم السابق، أو ابتداء كالم من الله- جل وعال-: ـ }إن الملوك إذا دخلــون{ ــذلك يفعل ة وك ــا أذل ة أهله ــوا أعــز دوها وجعل [،34 ]النمــل: قرية أفســ

ة{قالت: ة أهلها أذل ، هــذا}إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزمن قول من؟

.بلقيس طالب: من قول من؟ }وكذلك يفعلون{بلقيس. الله سبحانه وتعالى. طالب:

ماذا؟ ..........طالب:

هل هو من قولها أم ال؟ ....... تأكيد طالب:

ــديقا من قول الله -جل وعال- فيما اختاره أهل التحقيق من المفسرين، تصلكالمها.

)واالحتماالت الثالثة مذكورة في التفسير، ولعل هذا هو الس��ر ، من قال:"وقول الله تعالى، وقال"، في إبهام المصنف القائل(

.)والله أعلم(وقال الله تعالى؟ )"حدثنا أحمد بن يونس" هو أحمد بن عب��د الل��ه بن ي��ونسقال:

اليربوعي الكوفي، نسب إلى جده. قوله: "سئل" أبهم السائل وه��و أب��و ذر الغف��اري، وحديث��ه في

. 2518، بالخامس أم بالسادس؟ 2518، وحديثه في العتق برقم العتق( ..........طالب:

"باب أي الرقاب أفضل. حدثنا عبي��د الله بنفي كتاب العتق يقول: موسى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي مراوح، عن أبيلم- ذر -رضي الله عنه-، قال: سألت النبي -صلى الله عليه وس��

ل؟ ق��ال: بيله«أي العم��ل أفض�� ،»إيم��ان بالله، وجه��اد في س��قاب أفضل؟ ق��ال: ها عن��دقلت: فأي الر »أغاله��ا ثمن��ا، وأنفس��

نع، قلت: ف��إن لم أفع��ل؟ ق��ال: أهله��ا« ائعا، أو تص�� »تعين ض��،، ق��ال: ف��إن لم أفع��ل؟ ق��ال: ألخ��رق« ر »ت��دع الناس من الش��

يعني تتصدق.»تصدق«، "فإنها صدقة تصدق بها على نفسك« ....... طالب:

ماذا فيه؟

شرح كتاب صحيح البخاري )143 )

10

....... طالب: ، فهــذا أقــرب أن»إيمان بالله وجهاد في ســبيله«ال، هذا ثان؛ ألنه هنا قال:

يكون أبا ذر. ....... طالب:

بلى يعلم. ....... طالب:

ما يمنع أن يبهم السائل في موضــع؛ ألنــه ال يــترتب عليــه شــيء، ال يــترتبعلى ذكره شيء.

)أبهم السائل وهو أبو ذر الغفاري، وحديثه في العتق. "، وقع في مسند الحارث»الجهاد«قوله: "قيل: ثم ماذا؟ قال:

، ف��واخى بين»ثم جه��اد«بن أبي أسامة عن إبراهيم بن س��عد: ــال:»إيمان بالله ورسوله«؛ ألنه في الحديث: الثالثة في التنكير( ، ثم ق

، منكـران، وأمـا بالنسـبة للجهـاد فهـو معـرف.»حج مبرور«ثم ماذا؟ قال: ــال: ف��واخى بين»ثم جه��اد«)في رواي��ة إب��راهيم بن س��عد: ق

)فواخى، يعــني كلهــا جــاءت: إيمــان وجهــاد وحج، الثالثة في التنكير(بين الثالثة في التنكير بخالف ما عند المصنف.

، الحج ال يتكــرر، مــرة فيوقال الكرماني: اإليمان ال يتكرر ك��الحج( العمر. وكذلك اإليمان إذا دخل فيه يلزمــه االســتمرار عليــه، فيكــون جملــة عمره إيمانا واحد. لكن تجديد هذا اإليمان وتعاهــد هــذا اإليمــان، وتعــال بنــا نــؤمن ســاعة. هــذا كلــه يــدل على أنــه يمكن تجديــده فيتكــرر، لكن أصــله

موجود. )وقال الكرماني: اإليمان ال يتكرر ك��الحج، والجه��اد ق��د يتك��رر، فالتنوين لإلفراد الشخص��ي، والتعري��ف للكم��ال؛ إذ الجه��اد ل��و

، يعـني جاهـدأتى به مرة مع االحتياج إلى التكرار لما كان أفضل(مرة ثم تعين عليه الجهاد وال جاهد، صار جهاده األول أفضل األعمال؟

.ال طالب: )إذ الجهاد لو أتى ب��ه م��رة م��ع االحتي��اج إلى التكري��ر لم��ايقول:

كان أفضل. وتعقب عليه بأن التنكير من جملة وجوهه التعظيم وهو يعطي الكمال، وبأن التعريف من جملة وجوهه العهد وهو

، قد يكــون تنكـير اللفـظيعطي اإلفراد الشخصي فال يسلم الفرق( أولى من تعريفــه وأعم وأشــمل، إذا قصــد بــأل العهــد، وأمــا إذا قصــد بــه

الجنس فحينئذ يكون أعم وأشمل. )قلت: وقد ظه��ر من رواي�ة الح�ارث ال�تي ذكرته��ا، أن التنك��ير

؛ ألن الجهاد كما جاء معرفا هنا جاءوالتعريف فيه من تصرف الرواة(ا منكــر في الروايــة الثانيــة، )أن التنك��ير والتعري��ف من تص��رفأيضــ

الرواة ألن مخرجه واح��د، فاإلطال��ة في طلب الف��رق في مث��ل ، يعني ما كــان من تصــرف الــرواة فالهذا غير طائلة، والله الموفق(

يمكن أن يجاب عنه، يصير ما فيه إشكال أصال، اإلشكال فيمــا لــو جــاء عنالم- بهــذا االختالف ال بــد أن يجــاب عنــه ويلتمس النبي -عليه الصالة والســ ويتكلف جوابه، أما إذا كان من تصــرف الــرواة فــالمعول عليــه مــا يمشــي

على الجادة والقاعدة من رواية األحفظ واألضبط واألتقن. ....... طالب:

11

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

11

يقال في كل حديث. ....... طالب:

ــذا ــذكر ه ــل، نعم، ي ــو إذا أمكن الجــواب الســديد بغض النظــر عن القائ ه الجواب. لكن إذا كــان الجــواب فيــه تكلــف وفيــه مندوحــة أنــك تــترك هــذا

الجواب وال تتكلف هذا الجواب، تقول مثل هذا الكالم.ــل أي مقب��ول، ومن��ه ب��ر حج��ك(»حج م��برور«)قول��ه: ، يعــني قب

.)وقيل: المبرور الذي ال يخالطه إثم، وقيل: الذي ال رياء فيه( )فائدة: ذك��ر الن��ووي في ه��ذا الح��ديث الجه��اديقول -رحمه الله-:

بع��د اإليم��ان، وفي ح��ديث أبي ذر لم ي��ذكر الحج وذك��ر العت��ق، وفي حديث ابن مس��عود ب��دأ بالص��الة ثم ال�بر ثم الجه��اد، وفي

»المســلم من، الحديث المتقدم ذكر السالمة من الي��د واللس��ان( )وفي يعني المســلم الكامــل اإلســالم، سلم المسلمون من لسانه ويده«

الحديث المتقدم ذكر السالمة من اليد واللس��ان. ق��ال العلم��اء: اختالف األجوب����ة في ذل����ك ب����اختالف األح����وال واحتي����اج

.المخاطبين( )فائدة: قال الن��ووي: ذك��ر في ه��ذا الح��ديث الجه��اد بع��ديقول:

، قــال:اإليمان، وفي حديث أبي ذر لم ي��ذكر الحج وذك��ر العت��ق(ــال: »إيمان بالله وجهاد في سبيله« ــا، قلت: فأي الرقاب أفضل؟ ق »أعاله

. »أغالها ثمنا« أو ثمنا« )وفي حديث أبي ذر لم يذكر الحج وذكر العتق، وفي حديث ابن مسعود بدأ بالصالة ثم ال��بر ثم الجه��اد، وفي الح��ديث المتق��دم

ذكر السالمة من اليد واللسان. ق��ال العلم��اء: اختالف األجوب��ة في ذل��ك ب��اختالف األح��وال واحتياج المخ��اطبين، وذك��ر م��ا لم يعلم��ه الس��ائل والس��امعون وترك ما علموه. ويمكن أن يقال: إن لفظ��ة "من" م��رادة، كم��ا

، يعــني كمــا قــاليقال: فالن أعقل الناس، والمراد: من أعقلهم( ابن القيم -رحمــه اللــه- في حــق البخــاري: والبخــاري أبعــد خلــق اللــه عن

)كم��االتــدليس، ال بــد أن يــؤتى بمن، من أبعــد خلــق اللــه عن التــدليس. يقال: فالن أعقل الناس، والم��راد: من أعقلهم. ومن��ه ح��ديث:

. ومن المعل��وم أن��ه ال يص��ير ب��ذلك خ��ير»خيركم خيركم ألهله« هل هو خير الناس بهذا؟»خيركم من تعلم القرآن وعلمه«، طيب الناس( ....... طالب:

المراد من خيرهم؛ ألن هناك من األعمال الالزمة والمتعدية مــا هــو أفضــلمن التعلم تعلم القرآن وتعليمه، ال سيما القدر الزائد على الواجب.

....... طالب:ماذا؟

....... طالب:من أفضل، نفس الشيء، نعم.

)فإن قيل: لم قدم الجه��اد وليس ب��ركن على الحج وه��و ركن؟ فالجواب: أن نفع الحج قاصر غالبا، ونفع الجهاد متعد غالبا، أو كان ذلك حيث كان الجهاد ف��رض عين ووقوع��ه ف��رض عين؛ إذ

.ذاك متكرر، فكان أهم منه فقدم(

شرح كتاب صحيح البخاري )143 )

12

،)فالجواب: أن نفع الحج قاصر غالبا، ونفع الجهاد متعد غالب��ا( هل العلماء يطلقون أن النفع المتعدي أفضل من النفــع القاصــر، وهــذا فيــا ــد، نفعه الجملة، وإال فأيهما أفضل الصالة أو الزكاة؟ أيهما آكد؟ الصالة آك قاصر أم متعــد؟ قاصــر، والزكــاة؟ نفعهــا متعــد، ومــع ذلــك الصــالة الــركن

الثاني، والزكاة الركن الثالث. ، حتى لو كان فرض عين)أو كان ذلك حيث كان الجهاد فرض عين(فهل يصل إلى أن يساوى بالركن أو يقدم عليه؟

قبل أن يفرض الحج. ....... طالب:يعني قبل أن يفرض الحج سنة كم؟

.تسع طالب:سنة تسع فيما قرره البخاري وابن القيم وغيرهم.

)أو كان ذلك حيث كان الجهاد فرض عين ووقوع��ه ف��رض عين؛ـا منإذ ذاك متكرر، فكان أهم منه فقدم( ـ ؛ ألنه وإن كان فرضا وركن

.)والله أعلم(أركان اإلسالم، إال أنه مرة واحدة في العمر )وفي الح��ديث أن الجه��ادفي حديث أبي ذر في كتاب العتــق، يقــول:

أفضل األعمال بعد اإليم��ان، ق��ال ابن حب��ان: ال��واو في ح��ديث أبي ذر هذا بمع��نى ثم، وه��و ك��ذلك في ح��ديث أبي هري��رة، أي المتقدم في باب من قال: إن اإليم��ان ه��و العم��ل، وق��د تق��دم الكالم فيه على طريق الجمع بين ما اختل��ف من الرواي��ات في أفضل األعمال هناك، وقي��ل: ق��رن الجه��اد باإليم��ان هن��ا؛ ألن��ه

كان إذ ذاك أفضل األعمال. وقال القرط��بي: تفض��يل الجه��اد في ح��ال تعين��ه، وفض��ل ب��ر

ــوالوالدين لمن يكون له أبوان، فال يجاه��د إال بإذنهم��ا( ، يعــني: ل )وحاص��لهكان الجهاد أفضل من بر الوالدين، لمــا احتــاج إلى االســتئذان.

أن األجوبة اختلفت باختالف أحوال السائلين. )وص��بر، ثم أي؟ وفي الح��ديث حس��ن المراجع��ة في الس��ؤال(

المفتي والمعلم على التلميذ ورفق��ه ب��ه، وق��د روى ابن حب��ان والطبراني وغيرهم��ا من طري��ق أبي إدريس الخ��والني وغ��يره عن أبي ذر: ح��دثنا ح��ديثا ط��ويال في��ه أس��ئلة كث��يرة، وأجوبته��ا تشتمل على فوائد كثيرة، منها سؤاله عن أي المؤمنين أكمل؟ وأي المسلمين أسلم؟ وأي الهجرة والجهاد والص��دقة والص��الة

)وفي��ه، حديث أبي ذر المشهور أفضل؟ وفيه ذكر األنبياء وعددهم( ذكر األنبياء وعددهم وم��ا أن��زل عليهم وآداب كث��يرة من أوام��ر

.ونواه وغير ذلك(أحسن الله إليك. طالب:

نعم. ....... طالب:

ال يخالطه إثم. ....... طالب:

ــول ال يمكن االطالع ــول، االطالع على القب ــه االطالع على القب ــو ال يمكن هعليه.

....... طالب:

13

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

13

ال يمنع أن يكون أفضل باعتبار الواقع، وإن كان المكلــف ال يــدري هــل هــو قبل أو لم يقبل؟ ويبقى أنه أفضــل أو فاضــل أو مفضــول، يزيــد في خــوف

اإلنسان ورجائه. ....... طالب:

من المقدر أن ما قــدرها أهــل العلم ليــدفعوا التعــارض الموجــود بين هــذه النصوص. سؤال واحد اختلف عنه الجواب، كيف تجيب عنــه؟ ســؤال واحـد موجه لشخص واحــد واختلــف جــواب هــذه األســئلة، والمفــترض أن تكــون واحدة، نعم. أنت لما يقال لك: من عمر؟ يســألك واحــد يقــول: من عمــر؟ فتقول: ابن الخطاب، يسألك ثان: من عمر؟ تقــول: عمــر بن عبــد العزيــز، يسألك ثـالث تقــول: عمـر بن من؟ عمــر بن أبي ربيعـة مثال. فـأنت ســألك واحد، يسأل، والكالم بصدد الخلفــاء الراشــدين، تجيبــه بعمــر بن الخطــاب. واحد يسألك عمن بعدهم: من أفضل الناس؟ تقــول: عمــر، وإذا قــال لــك: من عمر؟ تقول: عمــر بن عبــد العزيــز مثال. يســألك عن الشــعراء، تقــول:

عمر بن أبي ربيعة. يسألك عن... إلى آخره.ــك يقــول: من أفضــل ــاج إلى جــواب يشــفيه، يعــني يجيئ كــل ســائل يحت الشعراء، شخص شاعر يقال له عمر، تقول له: عمر بن الخطاب؟ نعم. ما

يمكن. ....... طالب:

ــدق علىيعني مثل ما جاء: »وتصدق على زانية، وتصدق على سارق، وتص ثم جاء تصحيح هذه الصدقة؛ ألنه لم يقصد بها هذا الوصف.غني«

....... طالب:ماذا؟

....... طالب:ال، ما فيها إشكال، ال، حديث ......ال.

....... طالب:ال، يراد كلها، والصيام.

....... طالب: بتفاوت األشخاص بحسب ما وقر في قلوبهم، فعمــل يعملــه مــؤمن صــالح تقي يختلف أجره عن عمل يعمله غيره؛ ألن هذا الصالح وهذا التقى له أثــر في هذا العمل. وأيضا األحوال: شخص يتصدق بألف، قد يكــون أجــره أقــل

ممن تصدق بريال واحد لظرف معين أو لشخص معين. ....... طالب:

نعم. لكن جنسه. ....... طالب:

والله كالم شيخ اإلسالم يقتضي شرط الصحة، وأن الشــيخ ابن بــاز -رحمــه الله- قال: من قال إن العمل شرط كمال هذا قــول المرجئــة، يقــول: هــذا

قول المرجئة. ....... طالب:

ماذا فيهم؟ شرط كمال باعتبار أن اللفظ فيه نــوع تنــاقض، يعـني إضــافة الشــرط إلى الكمال فيه تناقض، مقتضى الشرط أنه ال يصح إال به، ومقتضى الكمال أنه قدر زائد حتى على الواجب. يعني المضاف والمضاف إليه فيهما نوع تضاد،

شرح كتاب صحيح البخاري )143 )

14

فمقتضى الشرطية أنه ال يصح إال به، ومقتضى الكمال أنه قــدر زائــد حــتىعلى الواجب..... فكيف يقول: شرط؟

ونحن تكلمنــا عن المســألة في أول الكتــاب كتــاب اإليمــان، وأن ابن حجــرقال: إنه شرط كمال، والشيخ -رحمه الله- ما علق على ذلك.

....... طالب:ال ال ما هو بخالف لفظي.

....... طالب: ال ال، ما هو بلفظي، خالف معنوي وجوهري، ويترتب عليه أشياء، ما نحتــاج

إلى إعادته، وقد أطلنا الكالم فيه. ....... طالب:

مثله مثله. ....... طالب:

الم- ثبت من فعلــه أنــه يجلس في مصــاله حــتى الة والســ النبي -عليه الصــالم- وهــو الة والســ ترتفع وتخرج الشمس حسنة، هذا من فعلــه -عليــه الصــ في الصحيح، في صحيح مسلم. وأما األجر المــرتب على ذلــك، وأنــه حــتى يصلي ركعتين بأجر عمرة أو حجة، هذا ال بد أن ترتفــع ويــزول وقت النهي،

ويصلي ركعتين. ....... طالب:

إن كان يتحرك، هو اللفظ يحتمل، لكن المسجد كله مكان. طالب: ....... حتى ترتفع الشمس وخرج وقت النهي وما صلى

إال الساعة التاسعة؟ما يثبت له األجر المرتب عليه بأنها عمرة أو حجة.

طالب: طيب ثم يا شيخ ما تفيد الترتيب والتراخي.ماذا؟

طالب: ثم صلى. ، جلس في مصاله ثم صلى قبل أن يخرج يعني. لكن الذي ال»في مصاله«

يثبت هذا الحديث يقول: إن شاء صلى وإن شاء خــرج من المصــلى، المهمالم- يفعل. أنه يجلس في مصاله كما كان النبي -عليه الصالة والس

....... طالب:أين؟

....... طالب:ومن صلى يذكر الله، هذا األصل، جلس يذكر الله.

....... طالب: لحظة لحظة، األصل أنه يذكر الله، وجاء عن الصحابة أنهم يتذاكرون أخباراالم- ينظــر إليهم وعلوما حتى من أخبار الجاهلية، والنبي -عليه الصالة والس ويتبسم، ما ينكر عليهم. لكن هل ثبت لهم األجر؟ هل ثبت أجرهم مثل أجر

الذي يجلس ويذكر الله حتى تطلع الشمس؟ ....... طالب:

ال ال، ما يلزم، ال، الوصف يذكر الله. هم ما فعلــوا محرمــا. شــخص جــالس بعد صالة الصبح إلى أن ارتفعت الشمس، واحد قرأ خمسة أو ستة أجــزاء، وثان ماسك الجوال يتكلم وكل ما انقطع أعاد. يعني هــذا مــا هـو افــتراض، هو موجود، أنا رأيته. وشخص أتى بطفلـة معـه وآذى النـاس بهـا في صـالة

15

معالي الشيخ عبد الكريمالخضير

15

الصبح، وراقبها، كل ما مشت قام وتبعها إلى أن ارتفعت الشمس، ما فعل شيئا وال ذكر الله، إنما يتركها تمشي ويمشي وراءها ثم يعيــدها، كــل وقتــه

على هذا. أجرهم واحد؟ ال.

أحسن الله إليك. طالب:ال ال.

..........طالب:صرح بذلك؟

..........طالب: